[b]بسم الله الرحمن الرحيم[
/u]
[u
]الدليل المنير في تحريم المعازف والمزامير
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين وعلي اله وصحبه اجمعين وبعد .
فإن من أعظم الفتن التي أفتتن بها الناس في هذا الزمان ، كثرة إنتشار الغناء والمغنيين ، بصحبة المعازف والمزامير حتي لا تكاد تجد بيتا ولا مركبة من المراكب العامة أو الخاصة ، أو مكانا للبيع و الشراء وهو خال من أشرطة (الكاسيت)أو (الفيديو) التي تحتوي علي أغاني الكثير ممن يسمون بالفنانين ، والفنانات الاحياء منهم والاموات . وقد ظن كثير من المسلمين أن دين الاسلام يبيح هذا أو علي الاقل أنه لم يجعل الغناء في دائرة المحرمات ، خاصة وأنهم قد يستمعون الي فتاوي من بعض أئمة السوء يبيحون فيها الاغاني والمعازف والمزامير من جنس الوسائل التي تساعد في الدعوة الي الله . حيث صرح أحد هؤلاء المضلين في مقولة له : (لقد ان لهذه المعازف والمزامير أن تعبد الله)!! كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون الا كذباً وفي هذا الكتاب سوف نقف مع (حكم الاسلام في موضوع الغناء والمعازف والمزامير علي ضوء الكتاب والسنة وأقوال العلماء الذين يعتد بقولهم من الصحابة والائمة الاربعة ومن سلك نهجهم). ونقف أيضا مع الشبهات التي يستند عليها من يبيحون الغناء والمعازف والمزامير والله نسأل ان يلهمنا السداد ، والتوفيق والاصلاح وأن ينفعنا بما نعلم وأن يرزقنا علم ما لا نعلم .
أما عن حكم المعازف والمزامير والغناء في شريعة الاسلام فهو حرام وبهذا جاءت الادلة من الكتاب والسنة وأقوال علماء الامة الذين يعتد بقولهم .
أولاً : الادلة من القران الكريم :
فأما الاستدلال من القران الكريم فبثلاث ايات :
1/ الاية الاولي : قوله تعالي : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (6) سورة لقمان ".
ولقد ورد في تفسيرها عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء قال : سالت ابن مسعود*** عن تفسير هذه الاية :{ومن الناس من يشتري لهو الحديث}قال : (هو والله الغناء)وعن سعيد بن يسار قال : (سالت عكرمة عن لهو الحديث قال : الغناء) . أورد ذلك إبن الجوزي في في تلبيس إبليس والحافظ بن كثير.
2/ الاية الثانية : قوله تعالي : {وَأَنتُمْ سَامِدُونَ} (61) سورة النجم ، وقد جاء في تفسيرها عن عكرمة عن ابن عباس *** قال : (هو الغناء بلغة حِمير)يقولون سمد لنا أي غني لنا). وقال مجاهد (هو الغناء يقول أهل اليمن : سمد فلان أي غني فلان ) . أنظر تلبيس إبليس لابن الجوزي وتفسير إبن كثير.
3/ الاية الثالثة : قوله تعالي : (واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا){الاسراء 64} قال مجاهد في تفسيرها : (صوت الشيطان الغناء والباطل)رواه ابن أبي حاتم وبهذا يتضح أن القران اشار الي تحريم الاغاني والمزامير في هذه الايات كما علم من تفاسيرها .
ثانياً : الادلة من السنة :
وأما الادلة من سنة النبي صلي الله عليه وسلم فتتلخص في الاحاديث الاتية :
1/ الحديث الاول : عن أبي مالك الاشعري ** أنه سمع النبي ** يقول : (ليكون من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير ، والخمر والمعازف)أخرجه البخاري في صحيحه محتجا به وعلقه تعليقا مجزوما به .
2/ الحديث الثاني :وهو نفس حديث أبي مالك الاشعري ** مع زيادة في متنه حيث جاء موصولاً أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير إسمها يعزف علي رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الارض ويجعل منهم قردة وخنازير)أخرجه ابن ماجه في سننه وقد توعد النبي ** في هذا الحديث مستحلي المعازف بأن يخسف الله بهم الارض وبمسخهم قردة وخنازير وإن كان الوعيد علي جميع هذه الافعال الا أن لكل واحد قسط في الذم والوعيد .
3/ الحديث الثالث : عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ ىقيل يا رسول الله : متي ؟ قال : اذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر) رواه ابن أبي الدنيا في ذمم الملاهي وله شاهد في سنن الترمزي عن عمران بن حصين وهو أيضا من الاحاديث التي تدل علي تحريم الاغاني والمزامير .
4/ الحديث الرابع : عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ** قال : (يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف ، قالت عائشة : يا رسول الله ** وهم يقولون لا اله الا الله ؟ فقال : نعم . إذا ظهرت القينات وظهر الزنا وشربت الخمور ولبس الحرير كان ذا عند ذا) رواه ابن ابي الدنيا في ذم الملاهي ، ولبس الحرير أي لبسه للرجال وقد حرم عليهم ، والحديث فيه دليل علي تحريم الاغاني والمزامير عند العلماء .
5/ الحديث الخامس : عن أنس بن مالك -** أن رسول الله * * قال : (ليبيتن رجال علي علي أكل وشرب وعزف فيصبحون علي ارائكم ممسوخين قردة وخنازير) رواه ابن ابي الدنيا في ذم الملاهي وهو حديث حسن صحيح بشواهد عند العلماء ،/ ويستفاد منه في تحريم الاغاني والمعازف للوعيد المترتب علي ذلك .
6/ الحديث السادس : عن أنس رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (صوتان ملعونان في الدنيا والاخرة صوت نغمة عند مزمار ، وصوت نائحة عند مصيبة) رواه أبو داؤد وهو حديث حسن صحيح عند علماء الحديث يستدلون به علي التحريم أيضاً .
7/ الحديث السابع : عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (تمسخ طائفة من أمتي قردة وخنازير ويخسف بطائفة ويرسل علي طائفة الريح العقيم بأنهم شربوا الخمر ولبسوا الحرير واتخذوا القيان وضربوا بالدفوف). رواه ابن ابي الدنيا ومجموع هذه الاحاديث يفيد هذه الاغاني والمزامير وسماعها عند علماء الائمة الذين يحتج بقولهم .
وأما الادلة من فتاوي الصحابة فتتلخص في الاثار الاتية :
الاثر الاول : عن ابن مسعود ** قال : الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب . رواه ابن ابي الدنيا في ذم الملاهي وذكره أبن الجوزي في تلبيس ابليس وابن القيم في الاغاثة .
الاثر الثاني : جاء رجل الي عبد الله بن عباس ** فقال : أخبرني عن الغناء احلال أم حرام ؟ فقال له ابن عباس رضي الله عنه أرايت اذا جاء يوم القيامة الحق والباطل فاين يكون الغناء ؟ قال يكون مع الباطل ، قال ابن عباس : اذهب فقد أفتيت نفسك . زكره ابن القيم في إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان .
وأما فتاوي الائمة الاربعة فقد جاءت بتحريم الغناء :
1/ مذهب الامام مالك : ورد الاثر عن اسحق بن عيسي الطباع قال : سالت الامام مالك بن أنس عن الغناء فقال : إنما يفعله الفساق . وفي رواية نهي الامام مالك عن الغناء وعن الاستماع اليه . ذكره ابن الجوزي في تلبيس ابليس .
2/ مذهب الامام ابي حنيفة : ورد في الاثر عن أبي الطيب الطبري قال كان ابو حنيفة يجعل الغناء من الذنوب . زكره ابن الجوزي في تلبيس ابليس ، وفي رواية قال أبو حذيفة : يحرم الغناء وبيع الات الطرب من المعازف والمزامير ولوان لصا سرق هذه الالات لا تقطع يد السارق فانه مال لا قيمة له . اورده ابن قدامة في المغني .
3/ مذهب الامام الشافعي : ورد الاثر عن ابي الطيب طاهر بن عبد الله قال : قال الشافعي : الغناء لهو يشبه الباطل ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته . اورده ابن الجوزي في تلبيس ابليس .
4/ مذهب الامام أحمد : ورد الاثر عن عبد الله بن الامام بن حنبل قال : قال أحمد ابن حنبل : الغناء ينبت النفاق في القلب ولا يعجبني . ذكره ابن الدجوزي في تلبيس ابليس .
فهذه أقوال الائمة الاربعة اتفقت علي تحريم الغناء والمزامير والمعازف .
وقد قال الامام ابن الجوزي في كتابه هذا (واعلم ان سماع الغناء يجمع يجمع شيئين احدهما أنه يلهي القلب عن التفكير في عظمة الله سبحانه وتعالي والقيام بخدمته والثاني أنه يميل الي اللذات العاجلة التي تدعو الي استيفائها من جميع الشهوات الحسية ومعظمها النكاح ، وليس تمام لذته إلا في المتجددات ، ولا سبيل الي كثرة المتجددات من الحل ، فلذلك يحث علي الزنا ، وبين الزنا والغناء تناسب من جهة أن الغناء لذة الروح والزنا اكبر لذات النفس ، ولذلك قيل ان الغناء رقية الزنا) .
ولقد ذكر أبو جعفر الطبري ان الذي اتخذ الملاهي رجل من ولد قابيل يقال له توبان ، اتخذ في زمان مهلائيل بن قينان الات اللهو من المزامير والطبول والعيدان فانهمك ولد قابيل في اللهو ، وتناهي خبرهم الي من بالجبل من نسل شيث ، فنزل منهم قوم وفشت الفاحشة وشربت الخمور . أورده ابن الجوزي في تلبيس ابليس . وقال ايضاً : الغناء يخرج الانسان عن الاعتدال ويغير العقل وبيان هذا ان الانسان اذا طرب فعل ما يستقبحه من تحريك رأسه وتصفيق يديه ودق الارض برجليه الي غير ذلك مما يفعله أصحاب العقول السخيفة ، والغناء يوجب ذلك بلر يقارب فعل الخمر في تغطية العقل ، فينبغي ان يقع المنع منه ، أنظر تلبيس ابليس لابن الجوزي .
شبهات والرد عليها :
فإذا ما علم ذلك في بيان تحريم المعازف والمزامير والاغاني ، فاعلم ان الذين مرضت قلوبهم بهذا الداء لهم شبهات يحتجون بها علي سوء فعلهم ، يهمنا أن نذكرها وان نبينها اتماما للفائدة .[/b][i][u]
موضوع: الدليل المنير في تحريم المعازف والمزامير 
الثلاثاء سبتمبر 20, 2011 2:28 am